لا شك أن هذا العام كان على اللبنانيين أسوأ من الذي سبقه، ولا شك أن العام الماضي أيضاً كان أسوأ من السابق، وعليه فإن العام المقبل، بالنسبة لمعظم اللبنانيين لن يكون بأفضل حالاً.
لا يملك الكثيرون أمام هذا الواقع الذي يدعو إلى اليأس سوى الدعاء للخروج من دوامة السوء المفرغة، ويشكل عيد الميلاد مناسبة للتحلي بالأمل، بما يمثله من قدسية لدى المسيحيين وما تمثله ولادة المسيح من بعث للحياة، وعليه امتلأت صفحات التواصل الإجتماعي بالتمنيات والصلوات عسى الله ينظر إلى لبنان بعين الرحمة ويخرجه من مأساته.
على الرغم من الخلاف العقائدي الكبير بين المسليمن والشيعة والنظرة إلى ميلاد عيسى المسيح، إلا أن المسلمين أصروا على مشاركة المسيحيين العيد المجيد، معتبرين أنه عيدهم كذلك، ناشرين صوراً من القرآن الكريم تتحدث عن ولادة عيسى الرسول.
واستغل كثير من المسلمين العيد للتعبير عن الوحدة الوطنية، ناشرين صوراً للرئيس نبيه بري أو الامام موسى الصدر برفقة رجال دين مسيحيين، مقتبسين أقوالهم عن الوحدة الوطنية والتعايش الاسلامي المسيحي الذي طالما نادى به الامام موسى الصدر.
كان هناك زمن يزين فيه اللبنانيون الجنوبيون شجرة الميلاد ويحتفلون بولادة المسيح، وفي عيد الفصح، كانوا يفقسون البيض أسوة بإخوتهم المسيحيين ويشترون الأقنعة في عيد البربارة. تختلط عادات المسيحيين والمسلمين بفعل التداخل بين بعضهم البعض والاحتكاك المستمر، خصوصاً في القرى المختلطة، غير أن ما جمعته العادات والتقاليد والتاريخ فرقته السياسة، ويجد من يتصفح وسائل التواصل اليوم تغريدات تحاول أخذ عيد الميلاد من بعده الاجتماعي عند المسلمين إلى البعد العقائدي والتركيز على الخلاف بين ما يمثله عيسى المسيح بالنسبة للمسيحي وما يمثله بالنسبة للمسلم، محولاً عيد الميلاد من مناسبة جامعة إلى مناسبة للتفرقة.
بالطبع لا يفوت أنصار حزب الله مناسبة كهذه لنشر صور مقاتليهم مع شجرة الميلاد وإعادة تذكير المسيحيين بأنهم من حمى أعيادهم وعمل على حمايتهم في مناطقهم من خطر التكفيريين.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها